قمرهم كلهم إدارة المنتدى
عدد المساهمات : 1571 نقاط : 2684 تاريخ التسجيل : 16/02/2010 العمر : 32
| موضوع: فن التعامل مع الهموم .. الإثنين 15 نوفمبر - 0:53 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ماعودتنا الحياة أن تتعاهدنا باللين والدلال وما كان من أخلاقها العطفوالرقة ومع لحظات الضيق وساعات الألم وأوقات الانكسار التي لا تفتأ الحياةتهديها لنا يتباين البشر في طباعهم وأساليبهم لمواجهة هذه المواقف فتجدبعضهم يدمن الشكوى ويمتهن اللوم ويتقمص دور الضحية عند القاصي والدانيويتسول العطف من الجميع, فبمجرد ما يُسأل عن حاله تجده ينظم القصائدالطوال في رثاء نفسه (جاوز فيها رثاء أبي ذؤيب لأولاده والخنساء لأخيها)،كثير التسخط دائم العويل يستجلب لك كل أوجاع العالم ويصب عليك كميات لاحصرلها من الأسى ولا تجده إلا متوجعا ناقما على الدنيا وكيف أنها هدّت أركانهوقصمت ظهره وعبثت به كما يعبث الريح السموم بالوردة النضرة! وحاله الآنكنجم هوى وقصر خوى, ينشر الكآبة أينما حل، قد رسم للحياة (ماضيا ومستقبلاوحاضرا) أبشع اللوحات ونسي أن شكوى واحدة ستتبعها ألف شكوى, وخوفاً سيطلقألف خوف معه، والمفارقة العجيبة أن هولاء بقدر نجاحهم في كسب عطف الآخرينبقدر ما يفقدون شيئا ليس بالقليل من احترامهم وتقديرهم! والنتيجة المتوقعةهي انفضاض الناس من حولهم وزهدهم فيهم, لأن الجلوس معهم استنزاف للطاقةوهدر للوقت ومجلبة للكدر والضيق ناهيك عما يقومون به من فضح لأنفسهموتشهير بزلاتهم وهتك لأسرارهم. وهناكنمط آخر قد كلف نفسه ما لا تطيق، حمل همه وحده وبقي حبيسا لغوائل الأياموعاديات الليالي لا صديقا يُشتكى له ولا صدرا حنونا يختبئ فيه ولا عقلاحكيما ينير له ما أظلم في طريقه، قد كظم مشاعره ليحمل ثقله بنفسه حتى لايكدر صفاء من حوله وعندها ستتراكم الهموم وتتكثف الأحزان فتضحى كالرواسيالجاثمة على صدره! وفريق ثالث يتعاملمع الأزمات بحنكة وهدوء يمارس تقنية (الإفضاء النفسي) أو (تنفيس العواطف)عند الحاجة وعند تجاوز الحزام الطبيين وهي كما قرر علماء النفس وسيلة مثلىللتخلص من الكثير من الضغوط النفسية، وقد أطلق الدكتور كارل مننجر أحدالبارزين في علم النفس عليها مصطلح (انطقها وتخلص منها) (Talk it out) وجعلهاأحد أهم أدوات العلاج النفسي وهي طريقة فعالة للسيطرة على القلق والتوقفعن أكل النفس وذلك بالجهر بالأفكار وتنفيس العواطف والتخلص منها بطردهاخارج الجهاز العصبي قبل أن يفور بخارها من الأذنين وقبل الوصول للنقطةالحرجة التي سننفجر معها بمئات الأشكال المدمرة والكارثية، وللإفضاء النفسي صور متعددة منها : 1 - اللجوءللبكاء عندما يعصف الحزن.. فالبكاء يخفف الضغط النفسي الكبير وكذلك يقوّىجهاز المناعة، ويساعد الجسم على مقاومة الأمراض المتعلقة بالضغوط النفسية... 2 - ومنأروع طرق الفضفضة اللجوء إلى إنسان ثقة ذي حكمة ونظر وكاتم للسر تبث لهالآلام والآمال والاعترافات والتطلعات والأحلام طلبا وراء الإحساسبالمشاركة الوجدانية التي يشير لها الشعار المتحضر (كلي معك) تيمناً بقولالشاعر: ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة يسليك أو يواسيك أو يتوجع ., ولأنكل منا يرى الموضوع من زاوية واحدة تصبح إحدى أهم فوائد الفضفضة للثقات هيمشاركتهم لنا برؤاهم المختلفة وآرائهم المتعددة وقد فعل هذا قدوتنا وقرةأعيننا الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله عندما اشتد عليه الأمر فيالغار فأباح بسره وأفضى بهمه الى زوجته خديجة الكبرى وكذلك فعل مع أم سلمةرضي الله عنها في الحديبية وكذلك فأن فاطمة الزهراء عليها السلام كانتخزائن لحمل هموم ابيها محمد صلى الله عليه واله وزوجها علي بن ابي طالبعليه السلام . ويذكر عن القائد العجيب نابليون بونابرت الرجل والذي ساد أوربا وقد كانيلهو بتيجانها كما يلهو لاعب الشطرنج بالقطع قال ذات يوم عن نفسه: (إنهأضعف من أن يقدر على كتمان متاعبه وهمومه وأن يحتفظ بها وحده) وعليكالانتباه لقضية هامة وهي أنك عندما تشرع في إفراغ حمولة الألم عليك أنتتأكد من إفراغها كاملة والتخلص منها دفعة واحدة ثم بعد ذلك انس الأمرتماما!.. 3- ومن الوسائل الجيدةللتنفيس عن المشاعر كما أكدت بعض الدراسات النفسية التعبير عن المشاعرالسلبية بالكتابة وهو يخفف عنا الأحمال ويزيح الكثير من الهموم، ويساعدعلى اندمال الجراحات النفسية ويدفع شرور مرض الاكتئاب، ويجعلنا في حالةنفسية جيدة تمكن من التعامل مع مشكلاتنا بشكل أفضل.. 4- ومنأروع الطرق وأعظمها أثرا وأضمنها نتيجة وأيسرها ممارسة تقنية (الإفضاءالنفسي) مع الله العزيز العظيم فقد جاء في الحديث أن الرسول الاعظم صلىالله عليه واله كان إذا حزنه أمر فزع للصلاة وفيها ينطرح تحت عتبة الرحيم،يجأر إليه ويغبر جبهته على بابه شاكيا إليه الهم وطالبا العون وبعده سيذهبالوجوم ويتشرد الأسف وتسكن اللوعة. ومضة قلم إذا لم تجد من يضيء لك قنديلاً.. فلا تبحث عن آخر أطفأه | |
|