عرفات الطريق إلى الله
عرفات هكذا أراد الله عزوجل أن يسميها , اسماً يحمل في طياتها الكثير من المعاني العظيمة . فهي :
1| مكان الاعتراف : فهيارض تتسامى فيه روح الإنسان إلى الخالق في جو عظيم مفعم بالروحانيةوالتوجه , معترفاً بذنوبه وخطاياه أمام الرب الرحيم , ومن هنا سميت عرفةبهذا الاسم لهذا المعنى : في الرواية يقول معاوية بن عمار سألت أباعبدالله عليه السلام عن عرفات لم سميت عرفات ؟ فقال : (إن جبرائيل ( ع ) خرج بإبراهيم ( ع ) يوم عرفة , فلما زالت الشمس قال لهجبرائيل : يا إبراهيم ! .. اعترف بذنبك واعرف مناسكك . فسميت عرفات لقولجبرائيل (ع ) له : اعترف , فاعترف )
ولذلك يعبر الإمام الحسين (ع) عن هذا المعنى (أنا يا إلهي المعترف بذنوبي فاغفرها لي أنا الذي أسأت أنا الذي أخطأت أناالذي هممت أنا الذي جهلت أنا الذي غفلت أنا الذي سهوت أنا الذي اعتمدت أناالذي تعمدت أنا الذي وعدت أنا الذي أخلفت أنا الذي نكثت أنا الذي أقررتأنا الذي اعترفت بنعمتك علي وعندي وابوء بذنوبي فاغفرها ) .
2| أرض الرحمة والمغفرة : حيثينظر الباري إلى عبادة , فيرحمهم , ولا يخرجون من ذلك الموقف إلا بالمغفرةوالمفازة , حيث يخرج كيوم ولدته أمة مغتسلاً من المعاصي والذنوب ولكن بشرطوهو حسن الظن بالله انه هو الغفار الرحيم القادر على كل شي . ( إن من أعظم الناس ذنبا من وقف بعرفات ثم ظن أن الله لم يغفر له )
وعن معاوية بن عمار , عن أبي عبدالله (ع) قال :
(الحاج حملانه وضمانه على الله . فإذا دخل المسجد الحرام وكل الله به ملكينيحفظان طوافه وصلاته وسعيه . وإذا كان عشية عرفة ضربا على منكبه الأيمنويقولان له : يا هذا . أما ما مضى فقد كفيته فانظر كيف تكون فيما تستقبل )
وفي رواية طويلة حول فضل الحج عن الرسول (ص) :
... ويوم عرفة يوم يباهي الله عزوجل به الملائكة فلو أحضرت ذلك اليوم برمل عالج وقطر السماء وأيام العالم ذنوبا أذا به ذلك اليوم .
ويقولالإمام الباقر (ع) ما من برً ولا فاجر يقف بجبال عرفات فيدعو الله إلااستجاب الله له , أما البرً ففي حوائج الدنيا وأما الفاجر ففي أمر الدنيا .
فلنحول يوم عرفة إلى مناسبة لإزالة أغلال القلوب , وإلى تربية وتهذيب للنفوس وننطلق إلى رحاب التقوى والعمل الصالح .
بقلم : السيد محمد الصاخن
نسألكم الدعاء أختكم قمرهم